موقع السيدة فاطمة بنت أسد عليها السلام

  • الرئيسية
  • الرئيسية
  • أبحاث
لـ omalasd | 05/08/2019 | أبحاث | 0 تعليقات

من كتاب موسوعة التاريخ الإسلامي للشيخ محمد هادي اليوسفي

من كتاب موسوعة التاريخ الإسلامي للشيخ محمد هادي اليوسفي

ومن الحوادث فيه: أن توفيت فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، أم علي (عليه السلام)، وأسلمت، وكانت صالحة، وكان رسول الله يزورها ويقيل في بيتها ( بحار الأنوار ٢٠: ١٨٥، عن المنتقى: 128.).
قال اليعقوبي: وكانت مسلمة فاضلة، ويروى أنها لما توفيت قال رسول الله: اليوم ماتت أمي! وكفنها بقميصه ونزل في قبرها واضطجع في لحدها!

فقيل له: يا رسول الله، لقد اشتد جزعك على فاطمة!
قال: إنها كانت أمي، إن كانت لتجيع صبيانها وتشبعني، وتشعثهم وتدهنني، وكانت أمي (1).
وروى البلاذري في ” أنساب الأشراف ” بسنده عن علي (عليه السلام) أنه قال لامه فاطمة بنت أسد (بعد زواجه بالزهراء): إكفي فاطمة بنت رسول الله ما كان خارجا، من السقي وغيره، وتكفيك ما كان داخلا، من العجن والطحن وغير ذلك (2).
وروى ابن الأثير في ” أسد الغابة ” بسنده عن جعدة بن هبيرة المخزومي عن علي (عليه السلام) قال: أهدي إلى رسول الله حلة مسيرة (مخططة مخلوطة) بحرير إما سداها واما لحمتها، فبعث النبي بها إلي، فقلت: ما أصنع بها؟ ألبسها؟ قال:
أرضى لك ما أكره لنفسي؟! اجعلها خمرا بين الفواطم. قال: فشققت منها أربعة أخمرة: خمارا لفاطمة بنت أسد، وخمارا لفاطمة بنت محمد، وخمارا لفاطمة بنت حمزة. وذكر فاطمة أخرى فنسيتها (3).
ويعلم من الخبر كراهة بل حرمة لبس الحرير للرجال وجوازه للنساء من يومئذ.
ويعلم من الخبرين أن فاطمة بنت أسد توفيت بعد زواج ابنها علي بالزهراء.
(١) تأريخ اليعقوبي ٢: ١٤.
(٢) أنساب الأشراف ٢: ٣٧ و ٣٨ وفي أسد الغابة ٥: ٥١٧ والإصابة ٧: ١٦١. بينما روى الطوسي في أماليه بسنده عن الصادق (عليه السلام) قال: كان (عليه السلام) يحطب ويستقي ويكنس، وكانت فاطمة (عليها السلام) تطحن وتعجن وتخبز: ٦٦٠ ح ١٣٦٩ ولعل ذلك كان بعد وفاة أمه فاطمة.
(٣) أسد الغابة ٥: ٥١٨، والإصابة ٨: ١٦١ برقم ٨٣٢، كما في هامش أنساب الأشراف 2:
36 و 37 للمحقق المحمودي.

ويعلم من تأريخ وفاتها أنها توفيت بعد ميلاد الحسن (عليه السلام)، ومع ذلك نفتقد ذكرها في زفاف الزهراء وميلاد الحسن (عليه السلام)، ونجد بدلا عنها اسم أسماء بنت عميس مصحفا عن أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية الخطيبة (خطيبة النساء).
وروى الأصفهاني الأموي في ” مقاتل الطالبيين ” بسنده عن الصادق (عليه السلام) قال: كانت فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب حادية عشرة (امرأة أسلمت) وكانت بدرية (من النساء اللواتي حضرن بدرا بعد الوقعة).
ثم روى بسنده عن الزبير بن العوام قال: لما نزلت الآية: * (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك…) * سمعت النبي يدعو النساء إلى البيعة، فكانت فاطمة بنت أسد أول امرأة بايعته (صلى الله عليه وآله).
وقال الأصفهاني: ولما حضرتها الوفاة أوصت إليه فقبل وصيتها (1).
وروى الكليني في ” الكافي ” بسنده عن الصادق (عليه السلام) قال: إن فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين (عليه السلام) كانت أول امرأة هاجرت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من مكة إلى المدينة على قدميها (2) وكان لها جارية فقالت لرسول الله يوما: إني أريد أن أعتق جاريتي هذه.. فلما مرضت اعتقل لسانها فجعلت تومي إلى رسول الله ايماء بالوصية فقبل رسول الله وصيتها. فبينما هو ذات يوم قاعد إذ أتاه أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يبكي فقال له رسول الله: ما يبكيك؟ فقال: ماتت أمي فاطمة. فقال رسول الله: وأمي والله. وأتاها فنظر إليها (وذلك قبل وجوب الحجاب) فبكى ثم أمر النساء أن يغسلنها، فلما فرغن أعلمنه بذلك، فأعطاهن
(1) مقاتل الطالبين: 4 و 5.
(2) لا ينافي هذا ما تقدم من حمل علي (عليه السلام) أمه فاطمة وسائر الفواطم الهواشم إلى المدينة، فلا يبعد أنها التزمت أن تهاجر معه على قدميها.

إحدى قميصيه الذي يلي جسده وأمرهن أن يكفنها فيه. فلما فرغن من غسلها وكفنها دخل فحمل جنازتها على عاتقه فلم يزل تحت جنازتها حتى أوردها (مقبرتها) فوضعها ودخل القبر فاضطجع فيه ثم قام فأخذها على يديه (قبل الحجاب) حتى وضعها في القبر، ثم انكب عليها يناجيها.. ثم خرج وسوى عليها (1).
وروى الأموي الأصفهاني بسنده عن عطاء عن ابن عباس قال: لما ماتت فاطمة أم علي ألبسها رسول الله قميصه واضطجع معها في قبرها. فقال له أصحابه:
يا رسول الله ما رأيناك صنعت بأحد ما صنعت بهذه المرأة؟! قال: إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها، وإني إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة، واضطجعت معها في قبرها ليهون عليها!
وروى بسنده عن علي (عليه السلام): أن رسول الله دفن فاطمة بنت أسد بالروحاء مقابل حمام أبي قطيفة (2).
وقال المالكي في ” الفصول المهمة “: لما ماتت كفنها النبي بقميصه، وأمر أبا أيوب الأنصاري وأسامة بن زيد وعمر وغلاما أسودا فحفروا قبرها، فلما بلغوا لحدها حفره النبي بيده وأخرج ترابه فلما فرغ اضطجع فيه وقال:
” الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت. اللهم اغفر لأمي فاطمة بنت أسد، ولقنها حجتها، ووسع عليها مدخلها، بحق نبيك محمد والأنبياء الذين من
(١) أصول الكافي ١: ٤٥٣ ح ٢ وعليه فلا يصح ما رواه الأموي الأصفهاني بسنده عن علي (عليه السلام) قال: أمرني رسول الله فغسلت أمي فاطمة بنت أسد. مقاتل الطالبيين: ٥. وان كان ذلك قبل وجوب الحجاب.
(٢) مقاتل الطالبيين: ٤ و ٥ وعنه في مقدمة شرح النهج للمعتزلي ١: ١٤ وعنه في بحار الأنوار ٢٠: ١٨١، والروحاء اسم البقيع كما مر أنه (صلى الله عليه وآله) سماها كذلك.

قبلي، فإنك أرحم الراحمين “.
فقيل: يا رسول الله، رأيناك صنعت شيئا لم تكن تصنعه بأحد قبلها؟!
فقال: ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنة، واضطجعت في قبرها ليخفف عنها من ضغطة القبر. إنها كانت من أحسن خلق الله صنعا بي بعد أبي طالب (1).
وروى الخبر الصفار في ” بصائر الدرجات ” بسنده عن الصادق (عليه السلام) إلى أن قال:
فلما خرج قيل له: يا رسول الله، لقد صنعت بها شيئا في تكفينك إياها ثيابك، ودخولك في قبرها وطول صلاتك وطول مناجاتك ما رأيناك صنعته بأحد قبلها؟!
قال: أما تكفيني إياها فإني لما قلت لها: يعرض الناس عراة يوم يحشرون من قبورهم! صاحت: وا سوأتاه! فألبستها ثيابي وسألت الله في صلاتي عليها أن لا يبلي أكفانها حتى تدخل الجنة. فأجابني إلى ذلك. وأما دخولي في قبرها فإني قلت لها يوما: إن الميت إذا ادخل وانصرف الناس عنه دخل عليه ملكان: منكر ونكير، فيسألانه. فقالت: وا غوثاه بالله، فما زلت أسأل ربي في قبرها حتى فتح لها روضة من قبرها إلى الجنة، فقبرها روضة من رياض الجنة (2) ولعل في سائر الأخبار اختصارا لهذا، ومنه يعلم تأريخ نشر هذه الأفكار والمفاهيم الأخروية والبرزخية بين المسلمين الأوائل.
وفاة أبي سلمة:
ومن الحوادث في شهر جمادى الثانية وفاة أبي سلمة (عبد الله) بن عبد
(١) الفصول المهمة: ١٣ وعنه في بحار الأنوار.
(٢) بصائر الدرجات: ٧١ وعنه في بحار الأنوار.

omalasd

تابعنا

  • Twitter
  • Facebook
  • Instagram
  • Telegram Broadcast
بتقنية مهارتي | ووردبريس